نظام الانتخابات في الولايات المتحدة الامريكية

الانتخابات الأمريكية

يعتمد النظام الامريكي في اختيار الرئيس الأمريكي على نظام انتخابي ديمقراطي يعد من أكثر الانظمة الانتخابية استقراراً وديمقراطية في العالم وهنا سنتحدث عن نظام الانتخابات الرئاسية في الولايات المتحدة وعملية سريات الانتخابات الأمريكية, نظام الانتخابات الامريكية نظام غير مباشر ويكون من خلال اصوات المجمع الانتخابي.
نظام الانتخابات في الولايات المتحدة الامريكية

 نظام الانتخابات الرئاسية في الولايات المتحدة الأمريكية

عملية الانتخابات الرئاسية في الولايات المتحدة تعد انتخابات غير مباشرة، حيث لا يدلي فيها مواطنو الولايات المتحدة الأمريكية، المسجلون للتصويت في إحدى الولايات الخمسين أو في واشنطن العاصمة، بأصواتهم مباشرة لانتخاب تلك المناصب، وإنما يصوتون بدلًا من ذلك لأعضاء المجمع الانتخابي. يدلي أعضاء المجمع الانتخابي بأصواتهم مباشرة، في ما يُعرف باسم الأصوات الانتخابية، للرئيس ولنائب الرئيس. ثم بعد ذلك المرشح الذي يحصل على الأغلبية المطلقة من الأصوات الانتخابية (270 صوتًا على الأقل من أصل 538، وذلك منذ أن منح التعديل الثالث والعشرين حقوق التصويت لمواطني العاصمة) يُنتخب لذلك المنصب. إذا لم يحصل أي مرشح على الأغلبية المطلقة لأصوات الرئيس، ويختار مجلس النواب المرشح الأكثر تأهيلًا للرئاسة، وإذا لم يحصل أحد على الأغلبية المطلقة لأصوات نائب الرئيس، فإن مجلس الشيوخ هو من ينتخب نائب الرئيس.

المجمع الانتخابي

تم تأسيس المجمع الانتخابي وإجراءاته بموجب البند رقم 2 و 4 من الفصل رقم 1 من المادة الثانية من دستور الولايات المتحدة الأمريكية ، وبموجب التعديل الثاني عشر (الذي حل محل البند رقم 3، وذلك بعد التصديق عليه في عام 1804). بموجب البند رقم 2، تدلي كل ولاية بعدد من الأصوات الانتخابية يساوي مجموع عدد أعضاء ممثليها في مجلس الشيوخ والكونغرس، بينما (وفقًا للتعديل الثالث والعشرين، الذي صُدق عليه في عام 1961) تدلي واشنطن العاصمة بنفس عدد الأصوات الانتخابية التي تدلي بها الولاية الأقل تمثيلًا، أي أنها تدلي بثلاثة أصوات. بموجب البند رقم 2 أيضًا، وطريقة اختيار ناخبي المجمع الانتخابي تتم من خلال تحدد كل هيئة تشريعية في الولاية طريقة اختيار ناخبي المجمع الانتخابي، وليس الحكومة الاتحادية مباشرة, وقد سبق للعديد من الهيئات التشريعية في الولايات أن اختارت ناخبي المجمع الانتخابي على نحو مباشر، ولكنها بمرور الوقت تحولت جميعها إلى استخدام التصويت الشعبي لاختيارهم. و بمجرد اختيار ناخبي المجمع الانتخابي، فإنهم يدلون بأصواتهم الانتخابية عادة لصالح المرشح الذي فاز بالأغلبية في ولايتهم، مع ذلك، يوجَد 18 ولاية ليس لديها أحكام تعالج هذا السلوك على وجه التحديد، ويُعرف أولئك الذين يصوتون ضد المرشح الذي فاز بالأغلبية بالناخبين «غير المؤمنين» أو بالناخبين «غير الملتزمين» , وفي العصور الحديثة، لم يؤثر ناخبو المجمع الانتخابي غير المؤمنين وغير الملتزمين على النتيجة النهائية لأي انتخابات أمريكية، لذا فمن الممكن عمومًا تحديد النتائج استنادًا إلى التصويت الشعبي لكل ولاية على حدة, وايضاً بالإضافة إلى ذلك، يحوز الفائز في الانتخابات الرئاسية الأميركية، في أغلب الأحيان، على التصويت الشعبي الوطني. وقد كانت هناك أربعة استثناءات، وذلك يرجع إلى أن جميع الولايات لديها النظام الانتخابي الذي نعرفه اليوم, وتلك الاستثناءات حدثت في الأعوام 1876 و1888 و2000 و2016، وفقدت جميعها ثلاث نقاط مئوية أو أقل.

جريان الانتخايات في الولايات المتدة الأمريكية

تُجرى الانتخابات الرئاسية في امريكا كل أربعة سنوات، حيث تكون من خلال إدلاء الناخبون المسجلون بأصواتهم في يوم الانتخابات، الذي أصبح منذ عام 1845 أول يوم ثلاثاء بعد الأول من شهر نوفمبر. وهذا التاريخ يتزامن مع الانتخابات العامة لسباقات فيدرالية وولاتية ومحلية أخرى في الولايات المتحدة الامريكية ، وبما أن الحكومات المحلية عي المسؤولة عن إدارة الانتخابات، فإن جميع هذه السباقات تظهر عادة في بطاقة اقتراع واحدة, ثم بعد ذلك، يدلي أعضاء المجمع الانتخابي بأصواتهم الانتخابية رسميًا في أول يوم اثنين بعد الثاني عشر من ديسمبر في عاصمة ولايتهم. يأتي بعد ذلك دور الكونجرس حيث يتولى الكونجرس المصادفة يصادق على الانتخابات ، بعد ذلك، يصادق الكونجرس على النتائج في أوائل يناير، وتبدأ الولاية الرئاسية رسمياً في يوم القسم الرئاسي، الذي حُدد أن يكون موعده، وذلك منذ إقرار التعديل العشرين، في يوم العشرين من يناير.

طرق التصويت في الانتخابات الأمريكية

التصويت المبكر: تسمح الكثير من الولايات بالتصويت الشخصي المبكر لناخبيها في مراكز اقتراع تفتح أبوابها قبل أسابيع من موعد الاقتراع المحدد، ويتيح ذلك للكثيرين التصويت بعيدا عن زحام يوم الانتخابات.

التصويت الشخصي

وهي الطريقة التقليدية والأوسع انتشارا في كل الانتخابات السابقة بالولايات المتحدة ، وتتبعها كل الولايات الأميركية. لكن مع استمرار تفشي فيروس كورونا المستجد، عبّر الكثير من الناخبين عن مخاوفهم من الوقوف في طوابير طويلة والتواصل الشخصي مع المشرفين على لجان الاقتراع، واستخدام آلاف الناخبين نفس الأجهزة داخل كل لجنة.

التصويت الغيابي

تصويتا غيابياً يمكن للناخبين غير القادرين أو غير الراغبين في التصويت في مراكز الاقتراع يوم الانتخابات أن يدلوا بأصواتهم عن طريق الاقتراع الغيابي. وغالبًا ما يتم إرسال بطاقات الاقتراع الغيابي وتلقيها عبر خدمة البريد في الولايات المتحدة. وعلى الرغم من اسمهم، غالباً ما يتم طلب الاقتراع الغيابي وتقديمه شخصيًا. وما يقرب من نصف الولايات والأراضي الأمريكية تسمح بالتصويت الغيابي  "بعدم وجود عذر"، حيث لا يوجد ضرورة لتقديم سببا لطلب الاقتراع الغيابي. بينما تطلب ولايات أخرى تقديم سبب وجيه للتصويت الغيابي، أو أعذر للتصويت الغيابي مثل العجز أو السفر، قبل أن يتمكن الناخب من المشاركة باستخدام الاقتراع الغيابي. وهناك أيضا بعض الولايات الأمريكية تسمح ، بما في ذلك ولاية كاليفورنيا و ولاية واشنطن للمواطنين بالتقدم للحصول على وضع للناخبين الغائبين بشكل دائم، مما يجعل الناخب يتلقي بشكل تلقائي الاقتراع الغيابي في كل الانتخابات. وعادة يجب على الناخب أن يطلب إجراء اقتراع غيابي قبل إجراء الانتخابات.

وهناك مصدر مهم لأصوات الغائبين وهم السكان الأمريكيين الذين يعيشون خارج الولايات المتحدة. حيث أنه في عام 1986 أصدر الكونغرس إقرار قانون التصويت الغيابي للمواطنين والأجانب في الخارج. وقانون التصويت الغيابي يتطلب للمواطنين والأجانب في الخارج أن تسمح الولايات والأقاليم لأعضاء الخدمة الموحدة للولايات المتحدة والملاحة التجارية وأفراد أسرهم ومواطني الولايات المتحدة المقيمين خارجها بالتسجيل والتصويت الغيابي في انتخابات المكاتب الفيدرالية. ورغم  أن العديد من الولايات الأمريكية لديها قوانين موجودة مسبقًا، إلا أن قانون التصويب الغيابي للمواطنين والأجانب في الخارج جعلها إلزامية وموحدة على المستوى الوطني. " بشكل عام، ويحق لجميع المواطنين الأمريكيين البالغين من العمر 19 عامًا أو أكثر والذين يقيمون خارج الولايات المتحدة أو الذين سيقيمون خلال فترة الانتخابات خارج أمريكا التصويت الغيابي في أي انتخابات للمكتب الفيدرالي. بالإضافة إلى ذلك،  يجوز لجميع أعضاء الخدمات الموحدة وأفراد أسرهم وأعضاء الأسطول التجاري وأفراد أسرهم، وهم مواطنون أمريكيون، التصويت الغيابي في الانتخابات الفيدرالية والولائية والمحلية ". أما بطاقات الاقتراع الغيابي غالبًا ما تنقل من هؤلاء الناخبين لخدمات التوصيل الخاصة أو من خلال الفاكس أو عبر البريد.

التصويت عبر البريد في الانتخابات الرئاسية الأمريكية

يتشابه الاقتراع البريدي من عدة نواحي مع الاقتراع الغيابي. ومع ذلك يُستخدم في الدوائر البريدية حيث في يوم الانتخابات لا تفتح أماكن للاقتراع في منطقة معينة. تُسلم جميع أوراق الاقتراع عبر البريد في أوريغون وواشنطن وكولورادو.

ويعد التصويت عبر البريد في الانتخابات الرئاسية الأمريكية واحدة من أكثر القضايا إثارة للجدل في الولايات المتحدة، حيث تحدث الرئيس الأمريكي دونالد ترامب عن إمكانية تزوير الانتخابات الرئاسية القادمة بسبب العدد الكبير من بطاقات الاقتراع عبر البريد، قائلا إن بطاقات الاقتراع عبر البريد، التي يستخدمها العديد من الناخبين لمنع انتشار فيروس كورونا، عرضة للتزوير أو نتائج غير دقيقة , او التلاعب في الانتخابات لكنه لم يقدم حتى الآن ادلة تثبت ما يقوله

وهناك عدة دراسات أظهرت إن حالات التزوير الانتخابي في الولايات المتحدة نادرة جدًا ولا تعدو سوى أن تكون حالات قليلة معزولة، في حين أظهرت إحدى الدراسات المذكورة أن نسبة التزوير بوجه عام في تاريخ الانتخابات الأمريكية غير مذكورة ، وتقل عن 0.0009٪ وهذا في ظل وجود ضوابط محكمة عند استخدام الناخبين لآلية البريد في التصويت وضمانات بأنها تطبق بطريقة واحدة وبنظام على الجميع لجعلها طريقة تصويت آمنة ومأمونة.

ومن ضمن هذه الضوابط التأكد من عدم وقوع أي حالة انتحال لهويات الناخبين مع تحقق السلطات من أن بطاقات الاقتراع جاءت من العناوين المسجلة للناخبين بالفعل وطلبها منهم التوقيع على الظروف البريدية والتأكد من عدم سرقة بطاقات وأوراق الاقتراع التي توزع على الناخبين قبل إعادة أرسالها عبر البريد.

ويقصد بالتصويت البريدي أن يتاح للناخب التصويت دون أن يغادر منزله، بإكمال بطاقة الاقتراع التي يرسلها للجنة المشرفة على الانتخابات في ولايته عن طريق خدمة البريد الفدرالية بحسب الجزيرة.

وتهدف فكرة التصويت بالبريد للتسهيل على الناخبين في ممارسة حقهم الدستوري حتى في حال تعرضهم لأزمة صحية تمنعهم من مغادرة بيتهم أو المستشفى، أو في حال كان الطقس سيئا أو مع ظروف تشهد وباء، إذ يصبح من الخطورة بمكان الذهاب إلى مراكز الاقتراع والانتظار ساعات في طوابير طويلة، كما هي الحال مع انتخابات 2020.


تعليقات