روسيا بدون بوتين وبوتين بدون حصانة

حصانة الرئيس الروسي فلاديمير بوتين

أثار مشروع قانون تم عرضه على البرلمان الروسي، بشأن حصانة رئيس الدولة بعد انتهاء ولايته، الجدل و التساؤلات حول مستقبل الرئيس الروسي فلاديمير بوتين.

روسيا بدون بوتين وبوتين بدون حصانة

بوتين يستفرد بحكم روسيا

في روسيا بوتين في سدة الحكم منذ مطلع الألفية الثالثة رئيساً للدولة الروسية ورئيساً للحكومة.

عقدين من الزمن تقريبا ، سارت مياه كثيرة في روسيا وفي العالم، واقترن في تلك الفترة اسم بوتين بإعادة الهيبة والمكانة الدولية لروسيا التي كادت أن تنتهي , والتي تمكن فيها بوتين من السيطرة على الأمور وفرض سطوته وقوته على الكرملين.

بوتين يسعى دائماً لفرض وجوده والوجود الروسي في كل مكان بالعالم , التدخل الروسي في الشئون الدولية يأتي بطرق عدة منها الدبلوماسي والاقتصادي والعسكري بالإضافة الى ثقل القرار الروسي الذي يتمتع بحق النقض "الفيتو" في مجلس الأمن مع كلا من الصين و المملكة المتحدة و فرنسا و الولايات المتحدة.

مغادرة بوتين للكرملين

وفي وقت سابق اعتقد الروس وغيرهم ان بوتين ربما يغادر الكرملين وذلك عندما أعلن الرئيس فلاديمير بوتين سلسلة الإصلاحات الدستورية ومنح البرلمان لأول مرة سلطة تعيين رئيس الوزراء.

رأي البعض في روسيا وغيرها أن هذا تمهيد قد يؤدي إلى مغادرة بوتين السلطة عام 2024 خاصة إنه رفض علانية فكرة بقائه في السلطة مدى الحياة، وأيضاً لايمكن لأى رئيس الاستمرار مدي الحياة وهو ما يطرح السؤال عن روسيا ما بعد بوتين.

ومدى تأثير ذلك على العالم والشرق الأوسط والمنطقة العربية؟

حصل سلف بوتين، بوريس يلتسين؛ على تعهد شفوي، بعدم التعرض له أو لأسرته، بعد تنحيه عن السلطة.

وخرج من الكرملين بعربة ليموزين، وحافظت أسرته على الامتيازات، بعد وفاته. بيد أن دولة تتطلع لموقع متميز، وسط دول القرار في العالم، لا يمكن إلا أن تمنح رؤساءها الحصانة في أوضاع دولية معقدة، وصراعات محتدمة، وحروب إلكترونية، مشتعلة.

وروسيا ليست استثناء من دول القرار، وفي مقدمتها الولايات المتحدة الأميركية التي تعيش هذه الأيام أزمة، تضع إرثها الديمقراطي على المحك، بسبب سياسات وتصرفات، رئيس أخرق، وفق قناعة غالبية نظرائه الغربيين، ويرفض الاعتراف بهزيمته في الانتخابات.

قد لا يحتاج فلاديمير بوتين، شخصيا لقانون الحصانة، إذا تخلى عن الترشح لولاية جديدة، بعد نهاية دورته الرئاسية عام 2024 ذلك لأنه منح من قبل أنصاره ومؤيديه في حزب "روسيا الموحدة" الحاكم، لقب "الزعيم الوطني" الأمر الذي يعني أنه فوق المحاسبة والمساءلة أو هكذا يفهمها عامة المواطنين الروس.

الدولة الروسية والرئيس

وتبقى الدولة الروسية، بحاجة إلى قانون ينظم موقع ومصير، الرئيس، مهما اختلفت الآراء، في دورات بوتين الرئاسية، والتي يبدو أنه وخلافا للمضاربات الإعلامية، لا ينوي البقاء رئيسا مدى الحياة، كما روج خصومه، بعد إقرار التعديلات الدستورية، وما يعرف بتصفير الدورات الرئاسية لبوتين تحديدا، وسط شائعات، عن صحة لاعب الجودو، الذي يدهش مواطنيه، بلياقته الرياضية وصحته الموفورة.

قد يجادل البعض بأن الاقتصاد الروسي يعاني من مشكلات كثيرة، وقد يتهمه آخرون بأن اهتم بقضايا الخارج على حساب الداخل إلا أن الرئيس بوتين أثبت خلال العشرين عاماً الماضية النظرية التي تقول «إن الأمم لا تنسحب من التاريخ» .

وإن الشعوب ذات الحضارة مهما ضعفت وتراجعت إلا أنها تنبش في أعماقها عن القوة والرجوع مرة أخرى إلى صدارة العالم، هذا بالضبط ما حدث مع روسيا البوتينية، فرغم الوضع المأساوي الذي كانت عليه روسيا ليلة استقالة الرئيس الروسي السابق بوريس يلتسين.

وتولي رجل «الكي جي بي» إلا أن بوتين أحدث انطلاقة غير مسبوقة في مسيرة الشعب الروسي عندما استلهم الماضي العريق لروسيا القيصرية.

وتصالح مع القيم الاشتراكية وعصرنتها بما يتفق مع الواقع، وفي نفس الوقت الانفتاح التدريجي على العالم الغربي، لذلك تجنب صدمات «البريسترويكا والجلاسنوست» وأستعاد أمجاد الكبار الذين صنعوا التاريخ الروسي على مدى عشرات العقود.

ورغم الأصوات التي تقول إن بوتين سوف يستمر في المشهد السياسي حتى لو ترك الرئاسة 2024 فإن المعايير التي وضعها بوتين للقيادات الجديدة تؤكد أنه بدأ «يهندس» للمرحلة التالية، فوفق المعايير البوتينية التي أصبحت معايير الدستور الجديد، فإن أي منصب جديد يشترط أن يكون من يتولاه لم يعش خارج روسيا في آخر 25 عاماً، وأن لا يكون معه أي جنسية أو إقامة دائمة أو مؤقته في دولة أجنبية.

لكن القلق في الخارج ربما يكون أكثر بكثير من الداخل، فرغم الخلافات الغربية مع بوتين على خلفية ضم موسكو لشبه جزيرة القرم.

المؤكد أنه إذا استمر بوتين في المشهد السياسي بعد 2024 أو غادره ستظل الحقبة «البوتينية» علامة فارقة، ليس فقط في تاريخ روسيا بل في مسيرة العالم أجمع.

بوتين وأفعاله

بوتين شخص مثير للدجل مليئ بالنرجسية كأغلب القادة يهوى السيطرة والتمدد والتدخلات العسكرية ولا يفرق معه سوى مصلحت ومصلحة الروس كباقي قادة وزعماء الدول الغنية والقوية, هذه هي الحقائق ياصديقي القادة دائماً مايسعون وراء العظمة والنفوذ حتى لو على حساب دماء الأبرياء وأملنا أن يكون الآتي مستقبل أفضل وعالم افضل بلا دماء وبلا حروب ونزاعات عالم بلا دماء ابرايء ولاجئين على الشواطئ واطفال يموتون برداً.

تعليقات